وصلت شهرة توفيق الحكيم ( البخيل ) إلى درجة أن نسج حولها الكثيرون القصص والحكايات حتى إن الكاتب
والمكتشف الأثري كمال الملاخ وضع كتابا عن سيرة الكاتب الكبير بعنوان الحكيم بخيلا وهكذا تحول بخل الحكيم إلى
أسطورة يتنافس بها بخلاء الجاحظ مما أغرى به اللصوص للسطو على الثروة التي يعتقدون أنه يبخل بها فحاول أحدهم
سرقة شقته بالأسكندرية فلم ينال من وراء جريانه خلف الشائعات سوى السجن .
لقد كان أصدقاء حكيم وأم كلثوم هما السبب الذي دفع توفيق لأن يبني حوله كهفا أسمه البخل حتى صار أشهر من بخلاء
الجاحظ دون أن ينفي ذلك عن نفسه ، بل كان يسعى لتأكيده ليس حبا في البخل ، لكن رغبة في دفع طمع الطامعين فيقول
( إن سمعة البخيل تفيده ولا تضره ، كل واحد منكم إذا جلس في قهوة أقبل عليه الشحاذون كالنمل ينغصون حياته إلا أنا
فإنهم لا يجرؤون على أن يقتربوا مني لأنهم يعرفوني ويعرفون أني لن أدفع مليما . ولهذا يئسوا من معنوتي .
أليست هذه سعادة ؟ ثم أن الجمعيات الخيرية التي تضيقون بكثرة ما تبيع لكم من تذاكر إنها جميعا تتجاهلني لأنها تعرف
أنني بخيل والبخيل لا يدفع ولم يحدث في حياتي أن تلقيت خطاب أستعطاف إلا مرة واحدة جاءني خطاب يطلب صاحبه
إعانة قدرها 20 جنيه وفرحت أوي بهذا المغفل المتفائل الذي أحسن الظن بكرمي ، ورحت أقرأ الخطاب مة وأتنين
وتلاتة مسرورا بأنني سأخيب ظنه ، ثم تطلعت إلى العنوان فإذا بالخطاب مرسل إلى رجل يقيم في الطابق العلوي وقد
أعطاه لي عامل البريد خطأ .