الرسام الضرير

[size=29]
der=0]

الرسام الضرير

تلقيت عن طريق البريد الإليكتروني فيلما تسجيليا عن فنان تركي يرسم لوحات بالغة العذوبة والجمال، رغم أنه ـ وهذا هو المذهل ـ فاقد العينين منذ ولادته!!، يقول إيسرف أمارجان (وهذا هو اسمه).. يقول عن نفسه:"صحيح أنني ليست لي عينان ، لكنني لست أعمي!!، إنني أبصر بأطراف أصابعي، ويكفي أن أتحسس شيئا ما حتي أتعرف علي لونه، وأستطيع عن طريق اللمس أن أميز بين درجات اللون الواحد مهما كان الفارق بينها ضئيلا!!.. في الفيلم التسجيلي نري إيسرف وهو يرسم بدون فرشاة، لأن الفرشاة تحول بينه وبين لمس اللون بشكل مباشر، وبالتالي تحول بينه وبين التعرف عليه.. إنه يغمس إصبعه في واحد من الأوعية المملوءة أمامه بألوان مختلفة ثم يرسم بالأصابع مباشرة علي الورق وهو يتنقل من لون إلي لون طبقا لما تقتضيه اللوحة.. وقد كانت حالة إيسرف موضعا لعدة دراسات أكاديمية أجراها عدد من أساتذة علم النفس في بعض الجامعات الكندية والأمريكية، ومن بينها ما قام به أساتذة علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو حيث تم توصيل إيسرف بأجهزة تقيس النشاط الكهربي لمراكز الإبصار في المخ أثناء قيامه بعملية الرسم، وقد خلصت تلك الدراسة إلي أنه لا يوجد فارق ملموس بين النشاط الكهربائي لمراكز الأبصار في مخ إيسريف وبين نظيرتها لدي الأشخاص الذين يتسمون بعيون طبيعية وأعصاب بصرية سليمة، وهذه النتيجة التي توصل إليها أساتذة تورنتو تؤكد في حقيقة الأمر ما هو مستقر في نظرية المعرفة من أن المخ البشري هو الذي يصنع صورة الواقع كما نراه ونحس به، وعلي سبيل المثال فالواقع الخارجي لا ينطوي علي أصوات ولكنه ينطوي فقط علي اهتزازات ذات تردد معين، هذه الاهتزازات تنقلها أعصاب السمع عبر الأذن إلي المخ فيترجمها المخ إلي أصوات، والواقع الخارجي كذلك لا ينطوي علي ألوان ولكنه ينطوي علي انعكاسات ضوئية ذات أطوال موجية معينة، وهذه الانعكاسات تنقلها أعصاب البصر عبر العين إلي المخ فيترجمها المخ إلي ألوان.. وما ينطبق علي الصوت واللون ينطبق كذلك علي الروائح والمذاقات وعلي سائر الخصائص التي نتصورها صفات في الأشياء بينما هي صفات من خلق الأذهان!! والواقع أن صلة العالم الخارجي بصورته أشبه ما تكون بالصلة بين قرص الكمبيوتر المسجل عليه مادة معينة وبين المحتوي الإدراكي لتلك المادة، فالقرص نفسه ليس فيه أصوات ولا ألوان ولا حركات، وليس فيه إلا مناطق ممغنطة بترتيب معين، فإذا تم تشغيل القرص في الكمبيوتر، أمكن للكمبيوتر من خلال برنامج معين أن يترجم تلك المناطق الممغنطة إلي أصوات وألوان وحركات، أو بالأحري أمكن له أن يترجمها إلي اهتزازات وترددات، تصل إلي المخ فيترجمها بدوره إلي أصوات وألوان.. ونعود إلي حالة إيسرف التي تؤكد هذه المعلومات الأولية التي يدرسها عادة الدارسون المبتدئون للفلسفة عندما يتعرضون لدراسة العلاقة بين الذات العارفة وموضوع المعرفة، نعود لكي نستمع إليه وهو يقول: إن المرء لا يحتاج إلي العينين لكي يري، وإنه هو شخصيا لديه صورة متكاملة عن الواقع الخارجي أمكن له تكوينها من خلال ما يتمتع به من حساسية فريدة لحاسة اللمس، فهو دائما يتحسس ما حوله ويحس بألوانه وظلاله ويتعرف علي أدق تفاصيله، ومع هذا فإنه لا يحب أن يتذكره الناس بأنه ذلك الشخص الذي يستطيع أن يري بأطراف أصابعه، ولكنه يحب أن يذكره الناس بما أبدعه من لوحات فنية فريدة، لأنه أولا وقبل كل شيء فنان ذو أسلوب خاص متميز (والحق يقال إنه بالفعل كذلك) ويبقي أن أقول للقراء إنني علي استعداد بأن أبعث بالإيميل بنسخة من الفيلم التسجيلي الذي تلقيته إلي كل قارئ أشعر بأنه يهتم اهتماما حقيقيا بهذه الحالة ويهتم بتحصيل المزيد من المعرفة بشأنها

ze]

أيوة عايزين نشوف الفيلم.. ده المهم استغلالي جداً أنا صح ؟

جزاكِ الله خيراً على الموضوع ده فعلاً رهيب ... وهحاول أبعت للصحفي ده ولو عرفت أنزل الفيلم يبقى كويس

موضوع حلو أوي بجد وربنا يكرمك عليه

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا

بس ربنا بيعوض برضه .. مديله حاسة لمس ما شاء الله الضعف مثلاً

الحمد لله على كل حال

موضوع خطير جدا



هيبقي مهم جدا في السنين اللي جاية



بجد سبحان الله




ربنا يكرمك عالموضوع ده


بجد هيبقي له تأثير كبير اوي في السنين اللي جاية

انا اللي مستغربله انه بيميز الالوان بصوابعه ، وده بقي اللي هيبقي مهم جدا في السنين اللي جاية