بسم الله الرحمن الرحيم
اليكم موضوعي السادس
أخلاق الفرد نحو نفسه
أود أن أعرض في هذه الصحائف للأخلاق القرآنية في إتصالها
بالفرد ، والأسرة ، والأمة ، والعالم الإنساني كله بأن أوضح النظرة التي قامت
عليها أخلاق القرآن إلى هذه الوحدات ، وكذا الغاية التي سعت إلى تحقيقها في دائرة
كل وحدة منها .
وأخذا بالمنهج الذي أجملته الآن في عرض أخلاق القرآن الكريم نتحدث هنا عن نظرة القرآن إلى الأنسان كفرد ثم عن الغاية التي قصد إلى تحقيقها في جانبه من وصايا أخلاقية :
1- يقول جل شأنه في وصف الإنسان وفي تحديد نظرته إلى طبيعته الإنسانية : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة بعلكم تشكرون "
" اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان مالم يعلم . كلا إن الإنسان ليطغى . أن رآه أستغنى "
ذكر الله في
الآيتين الكريمتين معا ثلاث حقائق :
الحقيقة الأولى :
أن الإنسان يخلق من غير سابق توجيه معين يسير به في الحياة .
الحقيقة الثانية
: أنه زود بمصدرين للمعرفة الأول ما في طبيعته من حواس . وما في نفسه من فؤاد
وحكمة وهو المصدر الذي أشارت اليه الآية الأولى ، والمصدر الثاني هداية الله
وتوجيهه في كتابه المنزل وهو ما أشارت به الآية الثانية .
الحقيقة الثالثة : أنه مع وجود هذين المصدرين لتزويد الإنسان بالمعرفة والتوجيه السليم في الحياة ___ الإشارة إلى أن الإنسان قد يميل عن اتباعهما ولذا يقل شعوره بوجودهما في حياته ، ويبعدهما لذلك عن مجال النعم التي يجب أن يشكر عليها الله . ويشير إلى هذا التعقيب في الآية الأولى قول المولى " لعلكم تشكرون "
والعيب في ميل الإنسان عن هذين المصدرين زخارف الدنيا وزينتها ومتاعها الفاني فبعض الناس يجذبهم الأمر العاجل وهو بطبيعته سهل الأنقياد والبعض الآخر منهم يؤثر الآجل من الأمرين ويتحمل مشقته وهو الذي يسلك في عداد المكافحين الصابرين في كفاحهم .
وإن الله ليس بعيدا عن الإنسان إذا التجأ إليه وطلب نصرته عند خشيته التأثر بزخرف الحياة ؟ وعندما تتردد النفس في الإقدام على الأفتتان بها
والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته