ترى ما موقف المسلم في هذا العصر ؟ ماذا يصنع لرسالته في زحام هذه الحياة ؟
إن ألف مليون مسلم بدأول القرن الخامس عشر من تاريخهم في ظروف عاصفة .
أعداؤهم يعالنون حينا وبواربون أحيانا بنيتهم تجاه الاسلام وسواء صرحوا او لمحوا فإن أعمالهم تصرخ بما يبيتون !
إنهم يريدون القضاء عليه وقد رسموا الخطط وبدأوا التنفيذ .
والليالي الحبالى تتمخض عن الاحداث كئيبة فأطرافنا تنتقص يوما بعد يوم بل صميمنا مهدد بالضياع والاستعمار الثقافي ملح في محو شرائعنا وشراعنا ، يعينه كتاب مرتدون او ساسة مبغضون لكتاب الله وسنة رسوله ونعيد سؤالنا مرة اخرى ما موقف المسلم في هذا العصر الذي تطورت فيه الحروب فانتظم جخازها كل شئ ؟ وتوقح فيه الاعداء حتى قرروا نفض ايديهم منا والبناء على انقاضنا ؟
إنه لابد أولا من اعطاء صورة سريعة لعلاقة المسلم بدينه . المسلم إنسان يعرف ربه معرفة صحيحة ويقيم صلته به - سبحانه- على مبدا السمع والطاعة
وهو يتعاون مع اخوان العقيدة على تاسيس مجتمع يلتزم باقام الصلاة وايتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وهو - مع هؤلاء الاخوة- ينشئون الحكومة التي تحمي هذا المجتمع زتطوع سؤون الحياة كلها لاثبات صبغته واعلاء شرعته
ذاك في الداخل اما في الخارج :- فالدولة الاسلامية صاحبة فكرة ترتبط بها وتتيح لكل ذي لب ان يتعرف عليها وتصادق او تخاصم على ضوء من مواقف الاخرين بإزائها
فمن ترك الفكرة تعرض نفسها لم ير منا الخير ولا إكراه في الدين وإن المسلم منذ صلاة الفجر يتحرك في موضع الذي اختاره القدر له لعلي كلمة ربه
والاسلام رسالة توجب على معتنقيها ان يجعلوا كجتمعهم اجدر بالحياة واقدر على النجاح
وكل ما يعين على ذلك فهو دين او كما يقول علماء الاصول : مالايتم الواجب لا به فهو واجب
المصدر :- كتاب مشكلات في طريق الحياة الاسلامية للشيخ رحمه الله محمد الغزالي