Admin رئيس المنتدى
عدد الرسائل : 5928 السٌّمعَة : 28 تاريخ التسجيل : 28/04/2007
| موضوع: اصطباحة 1/6/2009 الخميس يونيو 04, 2009 7:15 am | |
|
اصطباحة
بقلم بلال فضل ١/ ٦/ ٢٠٠٩ |
سورى يعنى!. يمكن أن أفهم ممارستنا للمزايدات والمهاترات والغوغائية ونحن نشجع الكورة، وهل يحلو تشجيع الكورة دون مهاترات أو غوغائية؟! لكن لن أفهم أبدا ممارستنا للغوغائية والمزايدات والمهاترات ونحن ندير أمور حياتنا. نعم، الغوغائية صالحة لقضاء وقت ممتع فى ثنائية الأهلاوى والزملكاوى الخالدة، لكنها للأسف ستؤدى إلى القضاء على الوطن، إذا مارسناها فى ثنائية المسلم - المسيحى، التى يبدو أنه لا أمل لنا فى التخلى عنها نهائيا، بل صار أقصى آمالنا أن نتمكن من التحكم فيها لكى لا تفجر هذا الوطن على رؤوسنا ورؤوس أبنائنا، لن أقول لا قدر الله، لأن الله لا يمكن أن يقدر لنا مصيرا كهذا، نحن الذين نختاره بأنفسنا، وننسبه إلى رب العزة، مع أنه قال لنا فى محكم كتابه: «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم». إلى الذين استخفوا بحديثى عن المؤامرة التى تسعى لأن تشهد مصر مصيرا مماثلا لما يحدث فى العراق ولبنان والسودان واليمن، أهدى إيميلاً لعيناً جاءنى على سبيل «الفورورد»، حاملا عنوانا كريها «تنصير منطقة فى قلب القاهرة»، بادرت لفتحه وأنا أسب وألعن كاتبيه و«مفرورديه»، لأننى كنت أعلم سلفاً أنه سيكون حافلا بالأكاذيب، ومن أول سطر فيه لم يخب ظنى ولم أكسب ذنب لعن الناس بالباطل، لن تلومنى عندما تعرف أن الإيميل المشبوه يستصرخ «المسلمين النائمين» للتنبه إلى «تنصير جزيرة الدهب الواقعة بين المعادى ومنطقة البحر الأعظم وبها كنيسة كبيرة جدا الآن»، لا تقل لى إذن إنها ليست مؤامرة لإشعال الفتنة، فأنت بالتأكيد تعلم لو كنت من سكان القاهرة الكبرى أو «المارقين» عليها أن هذه الكنيسة موجودة فى جزيرة الدهب من زمان، وأن ذات الجزيرة بها أكثر من مسجد جامع، وبها مسلمون ومسيحيون من قديم الأزل، لكن المشكلة فيمن لا يعلم ويظن أن نصرة دينه ستكون بنشر هذا الإيميل والأكاذيب التى تملؤه، ومنها أن جهود التنصير تتواصل فى منطقة الكيلو ٤.٥ على طريق القاهرة والسويس، طبعا لا تدرى لماذا اختار التنصير هذا المكان الموحش المترب بالذات، وإشمعنى الكيلو أربعة ونص دون الكيلو أربعة أو الكيلو خمسة.. أقطع ذراعى مجازا لو ذهبت إلى هناك ووجدت شيئا غير الكذب، فهل يفعلها محقق صحفى محترم ويدحض هذه الشائعات الخبيثة؟! يواصل الإيميل المنتشر بشكل رهيب على شبكة الإنترنت تحذيره للمسلمين فى مصر من أن يلقوا مصير جنوب السودان الذى تنصر وبدأ يحارب أهله المسلمين بعد ذلك، وهو لا يفعل ذلك جهلا، بل يفعله رهانا على واقع مرير لم يعد أحد فيه يتعب نفسه فى القراءة والبحث ليعرف أن جنوب السودان لم يكن يوما ما مسلما، بل كان السودان كله وثنيا، ثم تنصّر جنوبه وأسلم شماله.. وبعيدا عن هذا كله، لم تكن مشكلة السودان يوما ما فى إسلام نصفه أو تنصّر النصف الآخر، بل فى سيادة الجهل والفقر اللذين شكلا مع سيطرة القبلية والعصبية كوكتيلا خبيثا، أعاق نهضة هذا البلد الجميل الذى أطلقوا عليه سلة غذاء العالم وأدخلته فى نفق مجهول نسأل الله أن يلطف بالسودان منه. تسألنى: هل من أرسل إليك هذا الإيميل مشترك فى المؤامرة التى تتحدث عنها؟ أقول لك: لعله غافل حسن النية، يظن أن إيميله يقربه إلى الله زلفى، ولا يعى أنه يساعد بفعلته هذه على إدخال بلاده فى نفق الطائفية المعتم المسدود، ولعله يعى ويدرك ما يفعله جيدا ويراهن على أن نساعده بتحقيق أهدافنا بغفلتنا وتعصبنا. سورى يعنى؟! قبل أن ينشط السادة المشجعون من الفريق المسلم لتذكيرى بأن هناك إيميلات مسيحية تقدح فى عقيدة المسلمين وتسب مقدساتهم، فيرد عليهم السادة المشجعون من الفريق المسيحى لتذكيرهم بإيميلات أخرى، ويسخن الماتش الذى سنخسره جميعا فى النهاية، دعونى أسأل: لماذا بحق عيسى ومحمد، عليهما السلام، لا نشكل قبل فوات الأوان فريقا واحدا نصعد به إلى تصفيات التقدم والمعرفة والصحة والعلم والنهضة والجمال، لماذا لا يقول كل منا للآخر قبل صافرة النهاية: يا أخى فى الوطن، لا أنت ستغير دينى ولا أنا سأغير دينك، فلماذا لا نكف أنا وأنت عن هذا الغباء، ونلتفت لمن يريدون بفسادهم وظلمهم أن يطلعوا دينى ودينك؟! * يستقبل الكاتب بلال فضل تعليقاتكم على مقالاته عبر بريده الإلكترونى الخاص. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] جريدة المصري اليوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
| |
|